الصورة النمطية وصناعتها في بلاد الشام في القرن التاسع عشر
Résumé
تعرضت سوريا خلال القرني الثامن والتاسع عشر لأقوى حملة فكرية شرسة صبت جام حملها على عنصر التعدد القومي والثرورة والتركيبة الفسيفسائية المعقَّدة لمكونات الشعب السوري عرقياً ومذهبياً ودينياً، وكان صدى الحملة في أوروبا مدوياً كونها الراعية لها, وظهرت هذه الحملة بنهج جديد اعتمد التمييز بين العرق الأرقى و المسيطر، والشعوب التابعة. خلافاً للحملات التقليدية التي يقودها العسكر، قاد هذه الحملة، التي اتخذت من الريشة والحبر والورق سلاحاً لها، نخبة من المفكرين و المستشرقين الفرنسيين على تراب الأرض السورية و عادوا بكنوز لا حصر لها من الصور النمطية والتراثية والثقافية التي نقلوها عن ذلك البلد، وتعمدوا نقل صورة عن بلد يحتضر، يأكل فيه القوي الضعيف في غياب تام لسلطة رشيدة توقف استقصاء الأقلية المسيحية ممثلة بالموارنة، و ألقوا باللائمة على السلطان العثماني، فكانت لهذا الصورة شعبياً وفكرياً أثر منقطع النظير وهذا ما ساق الإمبراطوريات الغربية للتدخل لوقف هذه النزاعات المختلقة والمنقولة بشكل غاب منه الحياد أمام الالتزام بالمبادئ العلمية البحتة في وقت كانت فرنسا تعيش فيه أوج عصر التنوير. ووُظفت هذه القضية ومُرِرَت بشكل أو بآخر على أنها اعتداءات على الطائفة المسيحية بشكل أساسي فشكلت نقطة البداية وذريعة للتدخل.
Origine : Fichiers produits par l'(les) auteur(s)